الأحد الرابع من القيامة 2023
الأحد (٤) للقيامة
تك ١، ٢٠ : " وقال الله، لتعجّ المياه عجّاً، من ذوات أنفس حيّة، ولتكن طيور فوق الأرض، على وجه جلد السماء"
إنّ الله يخلق في كلمته بفيض وبكمال. وهذه الكلمة لها القدرة لمن يستقبلها بإيمان ان تلده كخلقٍ جديد.
وتشبّه الكنيسة المسيح بالسمكة التي نزلت في مياه موتنا فأحيانا بصعوده منها رمزاً للمعموديّة . وبذلك يدعونا أن نسير بعكس تيّارات الشرّ لكي لا نموت روحيّاً. كذلك نحن نصارع مع عالم الظلمات والأرواح الخبيثة في السّموات ( أفس٦، ١٢).
إنّ في يد الله نفس كلّ حيّ على الأرض والخليقة تحدّث عن حسن صنيع الله (أي ١٢، ١٠).
فهل نحمّل الله أيضاً مسؤولية الشرّ ونتائجه ؟
إنّها إشكاليّة كل العصور. هل على الأبرياء أن يتألّموا مع الأشرار و بسببهم ؟
قديماً، كان الشعور بالمسؤولية الجماعية قويًّا عند شعب إسرائيل حتى ليتحمّل الكلّ شرّ الفرد الجاني. كما لم يكن ليُطالب بإعفاء الأبرار من الأضرار ونرى الأشرار كأنّهم في سلام (اي ١٢، ٤+). ولكن الربّ يتدخّل وينجّي لوط البار مع عائلته من مدينة سدوم قبل تدميرها (تك ١٩، ١٥ + ).
إنْ مبدأ المسؤوليّة الفَرديّة عن الشرّ ينجلي لاحقاً حيث كل شخص يتحمّل نتيجة عمله ( تث ٢٤، ١٦ ) .
في الماضي، نرى ابراهيم يتوسّط أمام الله ليعفى عن المدينة ولم يستطع أن يصل بمراهنته دون عشرة ابرار إن وجدوا (تك ١٨، ٣٢). لكن رحمة الله تغلب حسابات البشر فيقبل ان لم يجد الّا بارّاً واحداً في أورشليم فيغغر لها ( ار ٥، ١ ) .
نبؤة أشعيا تعلن مجيء الخادم المتألّم الذي سيحمل كل شرور العالم ليخلّصه (أش ٥٣، ٥). هذه النبؤة تحقّقت بشخص المسيح على الصليب الذي أصبح خطيئةً من أجلنا كي نصير فيه برّ الله ( ٢ كور ٥، ٢١).
وهكذا اتّحد المسيح مع الإنسانيّة المتألّمة بكل انواع الشرور لكي تدخل في طاعته لأبيه السماوي وعمل برّه ؛ وإذ هو الذي مات عن الجميع لكي لا يعد الأحياء يحيوا لأنفسهم بل للذي استحقّ لهم بألامه، موته وقيامته حياة أبدية (٢ كور ٥، ١٤ +).
لنصلِّ طالبين ان نكون مثل سمكات عالقة ومتعلّقة في شبكة الكنيسة الجامعة من أجل الخلاص آمين.