التلفزيونية الإيطالية تطرق البابا فرنسيس إلى قضايا تتعلق بالعنف والفقر ونتائج الجائحة التي يشهدها العالم اليوم، مذكرا بأن عيد الميلاد هو رسالة سلام.
خلال الحوار التلفزيوني أجاب الحبر الأعظم على أسئلة أشخاص يعيشون على هامش المجتمع، من بينهم أمّ فقدت عملها وتعرضت للتعنيف، وامرأة مشردة وسجين سابق. تناول فرنسيس في مستهل كلمته مسألة العنف الممارس ضد النساء وقال إنه أمر شيطاني، ويُلحق الذل بالكائن البشري أيا كان، خصوصا عندما يعطي أب أو أم صفعة لطفل، لأن كرامة الإنسان هي في وجهه. وهنا نتساءل عن كرامة النساء اللواتي يُعنّفن ويتعرضن للاستغلال وسوء المعاملة. وأضاف أنه يفكر هنا بتمثال العذراء التي تحمل بين ذراعيها ابنها المائت، وقال إن مريم شعرت بالذل أمام ابنها العريان والمصلوب، والذي اعتُبر مجرماً بنظر الجميع، وهي الأم التي قامت بتربيته. وشجع النساء المعنفات على النظر إلى صورة العذراء مريم هذه التي يمكن أن نستمد منها الشجاعة. ردا على سؤال بشأن تعامل المجتمع بقسوة حيال الفقراء والمحتاجين، قال البابا إن هذه هي الصفعة الأقوى بالنسبة للمجتمع، أي عندما نتجاهل مشاكل الآخرين، مضيفا أن العالم يعيش ثقافة اللامبالاة إذ يسعى إلى الابتعاد عن المشاكل الواقعية، عن معاناة الأشخاص الذين يفتقرون إلى السكن وفرص العمل. وأوضح أن جائحة كوفيد ١٩ زادت الأوضاع تفاقماً، خصوصا وأن العديد من الأشخاص يحاولون اقتراض الأموال ويقعون ضحية الربا. وهكذا تزداد معاناتهم. ولا بد أن يدرك الناس أن الربا ليس حلاً لمشاكلهم المادية، لأنه يولد صعوبات جديدة. واعتبر فرنسيس أنه عندما يشعر الإنسان بأنه تعيس ينبغي أن ينظر إلى الآخرين، ليدرك أن هناك شخصا آخر أتعس منه، يحتاج إلى لفتة حنان منه وإلى المساعدة كي يتمكن من الاستمرار في العيش. بعدها توجه البابا إلى السجين السابق الذي سأله عن رغبة الأشخاص في التغيير. وأكد فرنسيس أن الأمل لا يخيّب أبداً، مذكرا بأن الله ليس بعيدا عنا، لأنه موجود إلى جانبنا، ويمارس الرأفة تجاهنا. وهذا الأمر ينطبق أيضا على المساجين، لأن الله هو مع كل سجين، ومع كل شخص يواجه صعوبات. وقال للسجين السابق: إنك تعلم في صميم قلبك أن الله غفر لك، وإنك تحمل هذا الرجاء الذي لا يخيّب. ولا بد أن ندرك أن الله يغفر دائما، وقوّتنا تكمن في الأمل بقرب الله منا، وبرأفته وحنانه. في سياق حديثه عن نتائج جائحة كوفيد التي يشهدها العالم اليوم لفت البابا فرنسيس إلى أنه خلال الإقفال العام افتقر الناس إلى التواصل الجسدي مع الأصدقاء والأقرباء ولم يتمكن الأشخاص من الخروج من بيوتهم. وقال إن الإنسان يحتاج إلى التواصل الملموس مع الآخرين، إلى مقابلتهم وجهاً لوجه، لكن ثمة ميلا إلى الانغلاق على الذات من خلال اعتماد وسائل بديلة، كالتواصل بواسطة الهاتف الذكي، وهذا الأمر يحول دون قيام حوار واقعي مع الأشخاص، الذي لا يمكن أن يحل مكانه الحوار عبر الإنترنت. ولفت إلى أن الجائحة سببت أزمة للجميع، مذكرا بارتفاع حالات الانتحار لدى أشخاص لم يجدوا مخرجا من الأزمة، لذا من الأهمية بمكان أن نبحث عمن يساعدنا على تخطي المشاكل ويرافقنا، عوضا عن الانغلاق على ذواتنا. مضى البابا إلى القول إن العلاقة مع الله تأثرت نتيجة الأزمة الصحية، خصوصا وأن هذه العلاقة تمر بمراحل صعبة تماما كعلاقات الحب في كنف العائلة، من هذا المنطلق لا بد أن يحمل المؤمن الإنجيل ويتعمق في كلمة الله، كما يجب أن نصلي إلى الرب ونحدّثه عن مشاعرنا، كمن يتكلم مع أبيه، حاملين الإنجيل بيدنا وقلبنا ينعم بالسلام. في ختام اللقاء التلفزيوني توجه البابا إلى المشاهدين داعيا إياهم في عيد الميلاد إلى التأمل بالطفل يسوع، والنظر إلى العيد على أنه رسالة سلام. ثم تمنى للجميع ميلادا سعيداً، مذكرا بأن يسوع يأتي في هذا العيد ليدخل إلى قلوب الناس وحياتهم. |
كاتدرائية القديس يوسف 24 شارع حمدي – الظاهر – القاهرة – 11271 – ج . م . ع هاتف و فاكس : 25939610 /02