2022 توما لا تشك - الأحد الثاني من القيامة
يو ١٤، ٢٠ : ثمّ قال لتوما : "هاتِ إصبعك إلى هنا فانظر يديّ، وهاتِ يدك فضعها في جنبي، و لا تكن غير مؤمن بل كن مؤمناً".
المسيح القائم يعود ليدعونا مع توما ألّا نبقى خائفين أمام هول الصلب والموت فنشكّ بالقيامة. إنها إمكانية الحياة من جديد وأن الغلبة هي لرب الحياة وإله المجد. نرى توما يضع إصبعه على يدي يسوع حيث آثار المسامير لكأنّه من خلالها يبصر نور قوة الحياة الإلهيةِ التي تتخطى هشاشة الجسد. كما وأنّه يضع يديه في جنبه لكأنه يغرف منها ما يطهرّه ويغذّيه للحياة الابدية. إن يسوع يريد أن يذكّره أن هذا الجنب خرج منه دم وماء (يو ١٩، ٣٤). الكنيسة تشرح ان الماء يرمز الى سرّ المعموديةِ والدم يرمز الى سرّ الأفخارستيّا.
كما يرى الآباء ولادة الكنيسة حواء الجديدة من الجنب المفتوح لآدم الجديد يسوع . قد نفهم مناداة يسوع عند آخر يوم من العيد و هو أعظم أيّامه ليقبل اليه كل عطشان للحياة وبإيمان به لينال الروح القدس بعد أن يكون يسوع قد مُجّد على الصليب (يو ٧، ٣٧ - ٣٩). فما أعظمه من سلام يستودعه يسوع لتلاميذه ولكل مؤمن ليزيل كل شكّ واضطراب أمام أحداث اليوم لآلام البشريّة وأشكال الموت المختلفة .
إن المسيح قد قام بالمجد و إنه ذاهب ليعدّ لنا مقاماً في بيت الله أبيه لنكون حيث هو (يو ١٤، ٣). وفي مكان آخر يسأل توما المسيح عن الطريق المؤدي الى الله الآب. فأجابه يسوع انا الطريق والحق والحياة. لا يمضي أحدٌ الى الآب الّا بي. (يو ١٤، ٥-٦). لنتذكّر كذلك أن المسيح بصلبه و قيامته هدم حاجز العداوة بين البشر وأصلح بينهم وبين الله لاغياً شريعة الوصايا (أفس ٢، ١٤ - ١٦). هذا ما يساعدنا لنفهم وجودنا من خلال السير والعيش معاً.
القيامة تحمل كذلك وعد الثبات بالمسيح مثل الكرمة والأغصان لكي نستطيع ان نذهب ونعود حاملين ثمار البشارة (يو ١٥، ١٦). فعلى مثال مريم نصلي لنقطف فرح و رجاء القيامة وذلك من آلام و دماء المسيح التي طهّرت أرض خطايانا فنعود نعمل بروحه القدوس لنحصد ثمار الحياة الأبدية. آمين.